الخميس، 17 يوليو 2008




عبدالحليم قنديل

رئيس تحرير احدى صحف محور الشر، وهي 'صوت الأمة'، الذي لم يجد شيئا يدعيه على رئيسنا غير قول ما هو آت: 'فلا شرعية لحكم مبارك بأي معنى، لا شرعية بإنجاز التاريخ ولا شرعية بأصوات الناس.لا شرعية بمعاني التاريخ وقد جاء مبارك إلى الحكم بمنطق الصدفة، وفي لحظة قدر عاصف بانقلابات قلبت بطن مصر وخلعت ركائز هويتها وأضاعت طريقها وانتهت بها إلى مراسي التيه وكان دم الرئيس السادات الأحمرعلى منصة العرض العسكري عاكسا لثورة غضب طافر، واحتمى وقتها مبارك من قصف الرصاص تحت الكراسي ثم قفز ـ للمفارقة ـ إلى كرسي الرئاسة ووعد بأنه لن يبقى في الرئاسة سوى لفترة واحدة وكان كلامه وقتها مفهوما قياسا إلى تواضع طموحه، فقد ذهب على عجل ـ أواسط 1975 ـ إلى موعد مع الرئيس السادات وكان يظن أنه ذاهب لينال أغلى المنى وأن السادات قد يعينه سفيرا في لندن 'بلد الإكسلانسات' أو أنه قد يصبح رئيسا لشركة ثم تراخى معنى الشركة العامة إلى معنى الشركة الخاصة وتحولت الشركة إلى عائلة تأمر وتنهي أي أنه انتهى بمصر الكبيرة إلى مجرد حكر للعائلة الصغيرة، وترك لأغلب المصريين الساحق فرصة وحيدة للنجاة وهي الهرب من مصر كلها، ولو سألت أي مصري الآن عن حلمه الأفضل فسوف يقول لك ـ ببساطة ـ أن أترك مصر، لا يهم إلى أين؟ المهم أن يهرب من الجحيم، وأن يهرب من وجه مبارك ونظامه، فهذا هو أفضل إنجاز تاريخي حققه مبارك وهو أن جعل المصريين يكرهون مصر ويهربون منها، ويفضلون الموت في قيعان البحر أو على أرصفة الغربة.هل من فرصة لإخراج الكارت الأحمر للرئيس؟! الجواب ـ بغير تعجل ـ نعم والشرط أن نودع أوهامنا وأن نرميها في أقرب صفيحة زبالة فما من فرصة لتسول عطف من نظام احتلال ناهب بالسليقة، ما من فرصة لنصح أو طلب صحوة ضمير بعد كل الذي جرى، فالرئيس مبارك لن يستجيب لنصيحة ونظام حكمه على قدر عظيم من التناحة، فهو يعرف ـ بالغرائز ـ أن الخاتمة تقترب وأنه ليس من فرصة لحسن الختام ويقضي وقته خائفا من خطر ما ويحلم بالهرب من شرطة التاريخ ويقترب من خط نهاية وإن تأخرت مواعيد الدفن ويبدو ـ بمصطلحات الطب في حالة تخشب والذي يموت لا تنفك يده عن قبضتها الأخيرة وقد مات نظام مبارك سياسيا ولا يعقل أن تعود الروح في الحياة الدنيا الى جثث الموتى'