الجمعة، 10 أكتوبر 2008

بلد الغوازى


في الغرب كرمونا.. وهنا أجلونا١٠/ ١٠/ ٢٠٠٨
لأننا لا نعرف قيمة العلم فإننا لا نقدر العلماء ولا ننزلهم منازلهم، ونتنكر لهم ونتجاهلهم.. وفي المقابل نصفق لكل من يأتي لنا بالتفاهات والابتذال والإسفاف، نقدرهم ونكرمهم، وتلهث وراءهم القنوات الفضائية ليكونوا ضيوف برامجها، وتحتل أخبارهم الصفحات الأولي بالصحف!! هذه هي الصورة التي نجحت الحكومة في تشكيلها في رؤوس المصريين، عن النجم الحقيقي، وهي صورة مغايرة للواقع تماماً، حتي تغيب وعي الشعب!! أ
ما العلماء، الصناع، الزراع، وكل طوائف الشعب المكافح، من أجل عيش كريم، ومستقبل أفضل، فقد نجحت بأفعالها وإعلامها، أن تضعهم موضع الكومبارس، لا وجود لهم في الكادر.
وأبلغ دليل صدق علي ذلك، أن الرئيس الأمريكي جورج بوش منح أرفع وسام في أمريكا الأسبوع الماضي للعالم المصري الدكتور مصطفي السيد، لتوصله لعلاج نهائي لمرض السرطان، ونقلته وكالات الأنباء والصحف ومحطات الإذاعة والتليفزيون، وعشنا قمة السعادة والفخر والاعتزاز ونحن نتابع أخبار هذا التكريم لابن من أبناء مصر، رفع اسم مصر عالياً كسابقيه من العلماء الأفذاذ، أمثال زويل، الباز، يعقوب، البرادعي..
وغيرهم من آلاف العلماء المصريين، الذين هاجروا إلي الغرب، فارين من الروتين والبيروقراطية، وضعف الإمكانيات، ففتحت لهم الدول الغربية ذراعيها وخزائنها ومعامل جامعاتها ومراكز أبحاثها، فبهروا العالم باكتشافاتهم.
وأثبتوا للعالم أن العقل المصري لو أتيحت له الفرصة والإمكانيات سوف يحقق المعجزات، أثبتوا أنهم فرسان للإرادة والتحدي، وغيروا نظرة الغرب إلي المصريين والعرب التي كانت مقصورة علي الإرهاب والتطرف والتخلف، وبذلك عرف الغرب قيمتهم، وتنكر لهم وطنهم بالتجاهل والبخل عليهم، حتي بالتكريم المعنوي، الذي يبث الأمل في نفوسهم، ويدفعهم إلي المزيد من الاكتشافات، وكذلك نجعل منهم القدوة والمثل للأجيال المقبلة.
فهل يعقل أن ترجئ وزارة التعليم العالي تكريم هذا العالم الكبير إلي أجل غير مسمي!! بالله عليكم ماذا لو فاز مطرب الحمار أو راقصته بجائزة أما كنا سنشاهد المسؤولين مصطفين علي جانبي صالات الاستقبال في مطار القاهرة، والجماهير تبيت ليلتها علي جانبي طريق المطار وصلاح سالم!! لك الله يا شعب مصر وعلماءها.. ومرحباً بالجزء الأبيض المضيء في وجه أمريكا القبيح.
عامر شلبي العمراني
بكالوريوس الإعلام - جامعة القاهرة

يا هلا بالمساطيل المغيبين